تصريح لافت لـ جرادة... هل انقطعت القرنيات بعد انفجار "البيجر"؟
لافتة التصريحات الأخيرة للنائب الياس جرادة حين قال قبل أيام: "مُنعنا من استيراد القرنيات بعد انفجارات البيجر"، مشيرا إلى وجود مؤامرة أو تقصد في التأخير.
"لا أعلم أن حالات انقطاع أو عدم تسليم للقرنيات قد سجّلت".
بهذا التأكيد تخرج نقيبة مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبية سلمى سابا عاصي، قائلة لـ"النهار": "في كل الاجتماعات التي عقدناها مع الهيئات الصحية المعنية، لم نتبلغ حالة انقطاع في الفترة التي تلت انفجارات البيجر".
ربما تبدو لافتة إعادة التذكير بهذه الحادثة، تماما كما هي لافتة التصريحات الأخيرة للنائب الياس جرادة حين قال قبل أيام: "مُنعنا من استيراد القرنيات بعد انفجارات البيجر"، مشيرا إلى وجود مؤامرة أو تقصد في التأخير، فما حقيقة هذا الكلام؟
جرادة برر توقيت كلامه الآن، بأنه سبق أن أثار الموضوع في وقته، بعيدا من الإعلام، مع المعنيين، بهدف الاستحصال على الكميات المطلوبة من القرنيات التي يجب استيرداها، فما مبرر إثارة الملف مجددا؟ وأين الحقيقة؟
لا حصار
على صعيد توفير المستلزمات الطبية، تؤكد عاصي لـ"النهار" أنها لم تتبلغ "حالة انقطاع واحدة أو حالة تقصير في عدم تلبية القرنيات. ما حصل أن الطلب على عدد كبير من القرنيات خلال فترة زمنية محددة، أفقد الستوكات الكثير من مخزونها، فكان الأمر يستوجب الانتظار للاستيراد والشحن والوصول. إنما لم يكن هناك تقصد أو تأخير متعمد، أو عدم تلبية لأي حالة".
التأخير الذي حصل لا يمكن وضعه في خانة "المؤامرة"، كما يصوّر، لأن الطلب فاق المواد المخزنة، ليس فقط في القرنيات، بل في الكثير من المستلزمات والحاجات الأخرى، ومنها الدواء.
إضافة إلى هذه العوامل، كان ثمة عامل تقني يتعلق بالطيران. تشرح عاصي: "أولا، ثمة فارق بين القرنيات الطبيعية وتلك الاصطناعية. الأولى يتطلب مسارها نمطا مختلفا من العمل، لأنها تتعلق في شكل أساسي بالوهب أو بعمليات التبرع، وهذه لها أصولها وآلياتها. ثم، الجميع يعلمون أن لبنان ليس لديه خط طيران مباشر مع أميركاـ وهذا عامل مؤثر إضافي.
أما بالنسبة إلى القرنيات الاصطناعية، فكنا على تواصل مباشر مع كل الأجهزة المعنية، من وزارة صحة إلى المستشفيات لتلبية كل حاجة. ولم أتبلغ عن حالة انقطاع واحدة أو حالة عدم تسليم".
وتتدارك: "حصل تأخير في وصول الشحنات المستوردة، ولاسيما أن شركة طيران الشرق الأوسط كانت الوحيدة التي تعمل على خط الطيران، وبالتالي لديها مساحة معينة للشحن، إنما كل المستلزمات والحاجات تمت تلبيتها، وسُجّلت بعض حالات التأخير التي تبدو متوقعة مع الظروف الاستثنائية التي كنا نعيشها. لكنها حالات لم تتأخر طويلا، بدليل أنه بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر، كنا على تواصل مباشر مع كل الأجهزة الطبية لتأمين المطلوب، ولاسيما أن عددا كبيرا من عمليات العيون يتطلب إجراؤها أحيانا كثيرة مراحل عدة، لا مرحلة واحدة. وكنا دائما في حالة تلبية لكل المطلوب. وقد سارعت السوق إلى إعادة التكيّف".
لم يكن هناك أي مشكلة، سوى أن العدد فاق التوقعات، نتيجة الإصابات البالغة وأعدادها المرتفعة. إنما المستشفيات ومعها نقابة المستلزمات الطبية حاولت جاهدة سد أي عجز أو نقص.
تعترف عاصي بأن "المشكلة التي واجهتنا كانت في توفير العدسات اللاصقة التي يجب وضعها بعد الخضوع لبعض الجراحات، إذ كان ثمة طلب هائل عليها في وقت زمني قصير، ما أدى إلى نقص. وسعينا جاهدين إلى تأمينها، ونجحنا. لذلك، لا يمكن الحديث عن أي حصار".
منال شعيا - "النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|