إسرائيل لن تستهدف تشييع نصرالله
لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية في الثامن عشر من شباط كما كان مقرّراً. وقد صدر بيان واضح وموحّد عن الدولة اللبنانية بهذا الخصوص، أفاد بأن بيروت ستعتبر أي استمرار للوجود الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية احتلالاً، مع انتهاء مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وبقاء قواته في خمس نقاط جنوب البلاد.
تقول أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، د. ليلى نقولا في حديث لـ”نداء الوطن” : “الموقف الرسمي للبنان يبعث على الارتياح لأن هناك حاجة لتغطية خارجية، خصوصاً من خلال ضغط الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل للانسحاب الكامل والشامل من الأراضي اللبنانية”.
وأضافت: “الدولة اللبنانية لها مصلحة في هذا الموضوع، وكذلك القوى التي تشكّل مظلة للبنان اليوم. والمظلة الدولية للبنان لها مصلحة في أن تنسحب إسرائيل بشكل كامل من جميع الأراضي اللبنانية”.
وتابعت: “لمصلحة لبنان الدولة، يجب أن يكون هناك انسحاب شامل وتحرير الأسرى وفرض سلطة الدولة. ومن الناحية الدولية أيضاً، فإن للرعاة الدوليين مصلحة في نزع أي مبرر أو حجة لتشريع المقاومة. فأي احتلال يبرر المقاومة، وهذا أمر طبيعي في القانون الدولي ووفقاً لمقررات الأمم المتحدة، انطلاقاً من حق الدفاع عن النفس وحق الشعوب في تقرير مصيرها”.
يشار إلى أن البيان الصادر عقب الاجتماع بين رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، أكد “أن لبنان سيتوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بمعالجة الخروقات الإسرائيلية”.
وعن فعالية الموقف اللبناني، تقول نقولا: “بشكل عام، تسعى الأمم المتحدة كمنظمة دولية دائماً للانتظام ضمن المواثيق والأعراف الدولية التي ترفض تخطي سيادة أي دولة أو جواز الاحتلال أو تهديد القوة أو استعمالها بين الدول. ولكن هذا الموقف يبقى موقفاً معنوياً ولا يصبح ملزماً إلّا إذا صدر قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان. وهذا أمرٌ متعذّر في الظروف الأمنية الحالية”.
وهل سيبقى “حزب اللّه” صامتاً إزاء بقاء خمسة مراكز لإسرائيل في الجنوب؟ تجيب نقولا: “في المرحلة الحالية أعتقد نعم. لقد تعرض الحزب لضغوط كبيرة ويحتاج إلى أن يرمم نفسه، ويعطي المجال للدولة اللبنانية لتقوم بواجبها. من خلال الضغط الدولي والدبلوماسية، تستطيع الدولة اللبنانية أن تسعى لتحرير الأرض. ولكن في مرحلة لاحقة، إذا استمرّ الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في لبنان، أتوقع أن يقوم “حزب اللّه” بالاستفادة من هذا الموضوع استناداً إلى مبدأ تشريع المقاومة. وإذا عجزت الدولة وقرارات الأمم المتحدة عن إخراج إسرائيل، فسيعود “حزب اللّه” بقوة من هذا المنطلق.
وتعليقاً على التخوّف من أي خرق أمني خلال تشييع السيّدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تقول نقولا: “أستبعد ذلك. أولاً، داخلياً نحن في لبنان، في حالات الحزن والموت، نتخطى الخلافات السياسية. هذا ما حصل دائماً في الحالات السابقة. ولا أعتقد أنه سيحدث أي مشكلة داخلية. أما بالنسبة لإسرائيل، فمن غير المرجح أن تقوم بأي فعل ضد المعزّين. هذا الأمر سيكون جريمة كبرى يدينها العالم. وبالتالي، يكفي إسرائيل ما تعرضت له من إدانات عندما قامت بإبادة جماعية في غزة. فقد أدانتها محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وأعتقد أن سجل إسرائيل، خصوصاً ما فعلته في غزة، يفرض عليها ألا تقوم بمجزرة جديدة”.
سارة تابت -“نداء الوطن”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|