دوري ابطال اوروبا: بي أس جي يصعق برشلونة في معقله وتعادل مرير للسيتي بمواجهة موناكو
استنفار داخلي ...هل القلق من تقارب عون مع حزب الله مُبرّر؟
لا تبدو التطورات الداخلية منعزلة عن مسار الاحداث في المنطقة، حالة الانسداد السياسي المعبر عنها في مجلس النواب، والترويج لتطيير الانتخابات، ومحاولة تكبير الاحداث لارباك الوضع الداخلي، فعالية «الروشة» نموذجا، والتصويب على الرئاسة الاولى، وكذلك المؤسسة العسكرية، كلها احداث غير بريئة، وإن بدا بعضها «دعسة ناقصة» نتيجة حسابات خاطئة، الا انها تصب في خانة انتظار الفريق السياسي المعادي للمقاومة لاحداث كبيرة وخطيرة، وهي تحاول ملاقاة الخارج بتهيئة الارضية الداخلية الصالحة، من خلال المزيد من تشويه صورة حزب الله، ومحاولة عزله داخليا، واظهاره خارج عن السيطرة، واحد العوامل الرئيسية المانعة لقيام الدولة.؟!
وفي هذا السياق، عاد الى الواجهة التهويل بحرب اسرائيلية واسعة النطاق، ربطا بما يحصل في غزة، اثر الاعلان عن مبادرة الرئيس الاميركي «المفخخة» للسلام، عالما ان المعلومات المتداولة في دوائر القرار الرسمي لا تتحدث عن وجود معلومات حول وجود تهديدات اسرائيلية داهمة ضد لبنان، انما يجري الحديث عن اقتراب المواجهة العسكرية بين «إسرائيل» وإيران، بعد تقارير ديبلوماسية اشارت الى انها باتت «قريبة جدا»، في ظل التهديدات المتبادلة بين الطرفين، والاستعدادات وتهيئة جميع الظروف الأمنية والعسكرية والرأي العام، لنشوب حرب جديدة قد تتجاوز مدة الحرب السابقة، والتي استمرت 12 يوما. وهنا يتعاظم القلق من تداعيات هذه المواجهة التي قد تتوسع هذه المرة.
ووفق مصادر مطلعة، لا شيء محسوم، ولا معلومات موثوقة يمكن اعتبارها حاسمة، فالجبهة اللبنانية قد تكون احدى الجبهات الثانوية في هذه الحرب، لان الثمن الذي قد يكون نتانياهو قد حصل عليه للموافقة على خطة ترامب، ايران وليس اي شيء آخر، لان سقوط طهران يعني نهاية محور المقاومة، ولهذا قد يكون مستبعدا في الوقت الراهن ارتفاع نسق المواجهة مع لبنان. في المقابل، يروج خصوم المقاومة لنظرية تفيد بان الامور ذاهبة نحو خيار من اثنين في المرحلة المقبلة: اما ترفض حركة حماس مقترحات ترامب، وتستمر الحرب الاسرائيلية على غزة حتى انهاء الحركة، وتستمر الضربات الاسرائيلية على حزب الله في شكلها الحالي، او توافق الحركة على الخطة، فينتقل الضغط الأميركي- الإسرائيلي، مضاعفا نحو حزب الله، من خلال منح نتانياهو الضوء الاخضر الاميركي لاستئناف الحرب.
ولان الغموض يبقى سيد الموقف، فان جزءا من التوتر المتصاعد عند القوى المعادية لحزب الله سببه عامل الوقت، والخوف من حصول تحولات اقليمية تفرمل الزخم، الذي بدأ بعد اعلان وقف النار قبل نحو عام، باتجاه حصر السلاح بيد الدولة.
واذا كانت المملكة العربية السعودية لم ترد سلبا او ايجابا على دعوة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لفتح صفحة جديدة، فان «التريث» السعودي في حسم الموقف» يضاف اليه التقدم الجدي في العلاقات الايرانية – السعودية، يثير الكثير من القلق لدى هؤلاء، خوفا من انعكاسه المباشر على الساحة اللبنانية، خصوصا ان دعوة الشيخ قاسم لم تكن «قفزة في الهواء»، وانما ترتكز على معطيات جدية ترتبط بسلسلة من التحولات الدراماتيكية في الاتصالات المكثفة بين الرياض وطهران، على خلفية ابتعاد السعوديين عن خطة التطبيع، بسبب انهيار الثقة «باسرئيل» كشريك استراتيجي، بعدما تبين انها تريد الهيمنة على قرار دول المنطقة، ولعب دور قيادي لا يقبل شركاء وانما مجرد اتباع. وقد ضرب الهجوم على قطر هيبة الولايات المتحدة ومصداقيتها، واستخلص حكام الخليج درسا مفاده أن إسرائيل غير متوقعة وعدوانية، وأن الضمانات الأمنية الأميركية غير موثوقة.
لكن ما تقدم، لا يعني حكما ان السعوديين مقبلون على تغيير استراتيجيتهم ازاء الملف اللبناني، وان كانوا قد اختاروا في الفترة الاخيرة «التراجع خطوة الى الوراء»، فالامور تبدو اكثر تعقيدا بسبب تداخل الملفات في المنطقة وتسارع الاحداث، والمشكلة الرئيسية تبقى في ضعف قدرات السعوديين في التأثير على القرار الاميركي، الذي يتدخل في الشؤون اللبنانية بالتوازي مع تدخلها المباشر الذي يقوده يزيد بن فرحان. وثمة ارباك واضح لدى السعوديين تظهر في مقاربة الاحداث، وكيفية التعامل معها، بعدما ظهر خلل كبير في ضبط العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة، والتي انفجرت على خلفية اضاءة «صخرة الروشة»، ولم يتم التثبت بعد من هوية «العبقري»، الذي اوعز لفريق رئيس الحكومة نواف سلام، وبعض وسائل الاعلام المحسوبة على القوى المعادية لحزب الله، بشن حملة شعواء على المؤسسات الامنية وتركيز الانتقادات على قيادة الجيش، وقد سارعت السفارة الاميركية في بيروت الى التدخل مباشرة، لوقف هذه الحملة التي تقوض السردية التي تروج لها الولايات المتحدة، باعتبار الجيش «رأس الحربة» في تقويض حزب الله.
وفي هذا السياق ايضا، تأتي الحملة على رئيس الجمهورية جوزاف عون واتهامه بعدم الحسم تجاه الحزب، «والتلطي» وراء الحرص على السلم الاهلي، لتبرير عدم التصادم في الشارع. ووفق تلك الاوساط، فان الفريق الاعلامي والسياسي الذي يدير هذه الحملة، هو خليط من فريق «قواتي» وآخر من نواب «التغيير» المحيطين بالرئيس سلام، الذين ارتكبوا «خطيئة» لا يمكن ان تمر مرور الكرام في بعبدا، فتزامن الحملة ضد الرئيس مع الهجوم على المؤسسة العسكرية، اضاء «الضوء الاحمر» لدى عون، الذي اعتبر ان هؤلاء قد تجاوزوا حدود المنطق والعقل، ويدفعون البلاد نحو الفوضى باستهداف المؤسسة الوحيدة، التي تشكل العمود الفقري لمشروع بناء الدولة. وعندها باتت الاحداث المتصلة بفعالية «صخرة الروشة» مسألة هامشية بالنسبة اليه، خصوصا انه على قناعة بانها مفتعلة من قبل رئيس الحكومة الذي ارتكب خطأ، ويرفض الاقرار به، واراد ان يحمل القوى الامنية المسؤولية. والانكى من ذلك توريط العهد بمشكل «لا ناقة له فيه ولا جمل»، وقد كان صريحا في التعبير عن موقفه امام سلام خلال لقائهما الاخير.
هذه الواقعة، اظهرت الرئيس عون اكثر قربا من «الثنائي»، وكشفت عن خلل جوهري في العلاقة مع رئيس الحكومة وفريق عمله، والقوى السياسية التي تدعمه، لكن قد تكون ثمة مبالغة في التعويل على هذا الخلاف للحديث عن تماهي كامل في هذه العلاقة، فرئيس الجمهورية يقدر عاليا رغبة «الثنائي» في عدم نقل اي خلاف سياسي الى الشارع، وهو امر لا خلاف حوله، لكن للرئيس مقاربته المختلفة في اكثر من ملف داخلي وخارجي، وهو لا يزال على التزاماته تجاه واشنطن والرياض، بعد مساهمتهما في ايصاله الى قصر بعبدا، لكنه يحاول قدر الامكان «لبننة» الاستحقاقات بما يمنع تفجير البلد، ولهذا يمكن الحديث عن تقارب موضعي لا استراتيجي، وقد ظهر ذلك جليا في اكثر من مناسبة، كان آخرها البيان الرئاسي المرحب بخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول غزة والشرق الاوسط، فيما يرى حزب الله الاتفاق وثيقة استسلام «ودفن» للقضية الفلسطينية.
في الخلاصة، يمكن القول ان الترقب يبقى سيد الموقف، ولا صحة لاي مواعيد تضرب لاشتعال الجبهة اللبنانية او جبهات اخرى، لكن مصادر سياسية بارزة، تتحدث عن مرحلة شديدة التعقيد والخطورة، قد لا تخلو من احداث غير متوقعة، خصوصا ان النتائج الحقيقية لقمة ترامب- نتانياهو لم تتظهر بعد، ولهذا فان حالة الاستنفار بلغت ذروتها لدى المعنيين بمواجهة كافة المخاطر، التي تبدو مفتوحة على كافة الاحتمالات.
ابراهيم ناصر الدين -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|